وزيرة الخارجية الألمانية تصل دمشق بسترة واقية: رسالة أوروبية في قلب التوتر

وصلت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى دمشق في زيارة غير معلنة، بعد شهر من الإطاحة بنظام بشار الأسد. هبطت طائرتها العسكرية في مطار دمشق الدولي، حيث امتنعت شخصيات من الإدارة السورية الجديدة عن مصافحتها.
بيربوك، التي ارتدت سترة واقية من الرصاص، أكدت عبر منصة "إكس" أن زيارتها تهدف إلى دعم مشاركة جميع السوريين في العملية السياسية، مشيرة إلى إمكانية بناء علاقة جديدة بين سوريا والاتحاد الأوروبي.
في خطوة مشابهة، وصل وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى دمشق قادمًا برًا من لبنان. بارو أكد في منشور على "إكس" رغبة بلاده في تعزيز انتقال سلمي يخدم الشعب السوري والاستقرار الإقليمي.
سياق سياسي متغير
في ديسمبر الماضي، سيطرت فصائل سورية على دمشق بعد سقوط نظام البعث، منهية عقودًا من حكم عائلة الأسد. تم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد في هذه المرحلة الجديدة.
زيارة إلى صيدنايا
زارت بيربوك، برفقة نظيرها الفرنسي، سجن صيدنايا الشهير قرب دمشق. استمعت الوزيرة لتقارير منظمة "الخوذ البيضاء" حول انتهاكات حقوق الإنسان في السجن، الذي وصفته بـ"المسلخ" خلال عهد الأسد.
بيربوك دعت إلى إنهاء الوجود الروسي في سوريا، معتبرة أن دعم موسكو للأسد كان سببًا رئيسيًا لاستمرار الجرائم ضد الشعب السوري.
الوضع الأمني المتوتر
تفرض السلطات الجديدة حظر تجول في عدة محافظات، بينها حمص وطرطوس، لملاحقة عناصر من النظام السابق وعناصر أخرى متهمة بارتكاب جرائم ضد المدنيين.
عمليات البحث مستمرة في مناطق مثل تلبيسة للقبض على مطلوبين، وسط توجيهات للسكان بالبقاء في منازلهم للحفاظ على الأمن.
رسالة أوروبا
الزيارة تمثل إشارة قوية على استعداد أوروبا لدعم سوريا في استعادة دورها كدولة فاعلة، كما صرحت بيربوك، مع التأكيد على التزام ألمانيا وفرنسا بالوقوف بجانب الشعب السوري بجميع أطيافه.