العاشرة
رئيس التحرير
إسلام النحراوي

بعد سقوط الأسد

اجتماع سعودي سوري رفيع المستوى لبحث مستقبل سوريا

اجتماع سعودي سوري
اجتماع سعودي سوري

في خطوة تاريخية تعكس التغيرات الجذرية في المشهد السياسي السوري، استقبل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، يوم الخميس، وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني في أول زيارة خارجية له منذ سقوط نظام الأسد.

خلال الاستقبال، الذي جرى في مقر وزارة الخارجية بالرياض، تم استعراض مستجدات الوضع الراهن في سوريا والجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. وأكد وزير الخارجية السعودي موقف المملكة الداعم لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا واستقرارها، بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.

وفي لقاء آخر جمع بين الأمير خالد بن سلمان ووفد الإدارة السورية الجديدة، تم مناقشة سبل دعم كل ما يسهم في تحقيق مستقبل زاهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء لسوريا وشعبها. كما تم التطرق إلى العديد من الموضوعات الرامية إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، وعودتها لمكانتها الطبيعية في العالمين العربي والإسلامي.

من جانبه، أكد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان على أهمية استقرار سوريا ونهضتها، مشيرًا إلى أن الشعب السوري هو أهم مقدرات البلاد. جاء ذلك بعد لقائه بوفد الإدارة السورية الجديدة لبحث مستجدات الأوضاع في سوريا وسبل دعم العملية السياسية الانتقالية. وأثنى الأمير خالد بن سلمان على الاجتماع ووصفه بالمثمر، مشيرًا إلى أنه عقد لقاءً مثمرًا مع وزير الخارجية والمغتربين ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة.

وفي سياق متصل، ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن وفدًا سوريًا برئاسة الوزير المعين حديثًا أسعد حسن الشيباني وصل إلى الرياض يوم الأربعاء في أول زيارة رسمية للخارج. ويضم الوفد وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب. تأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر على إطاحة المعارضة ببشار الأسد من السلطة في الثامن من ديسمبر.

وكان وفد حكومي سعودي رفيع المستوى قد زار دمشق نهاية الشهر الماضي، حيث التقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في إطار جهود لتعزيز التعاون الإنساني بين البلدين. وفي خطوة لتعزيز الدعم الإنساني، أعلنت السلطات السعودية تسيير جسر جوي إلى سوريا يحمل مساعدات إنسانية تشمل إمدادات طبية وغذائية وإيوائية للتخفيف من الأوضاع الصعبة التي يواجهها الشعب السوري.

تأتي هذه التحركات في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تفاقمت بعد الإطاحة بحكم آل الأسد في ديسمبر الماضي، عقب هجوم مفاجئ قادته هيئة تحرير الشام وتحالف من الفصائل المسلحة، ما أنهى حكمًا استمر قرابة نصف قرن. وكانت السعودية قد أرسلت مساعدات إنسانية إلى سوريا في فبراير 2023، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب شمال البلاد في ظل حكم الرئيس السابق بشار الأسد.

بهذه الزيارة، تؤكد المملكة العربية السعودية دورها الريادي في دعم استقرار سوريا وتعزيز التعاون الإنساني والسياسي بين البلدين، مما يعكس التزامها بتحقيق مستقبل أفضل للشعب السوري الشقيق.

تم نسخ الرابط