العاشرة
رئيس التحرير
إسلام النحراوي

تصعيد ووعود بالحوار: هل تشهد أزمة أوكرانيا انفراجة قريبة؟

دونالد ترامب وفلاديمير
دونالد ترامب وفلاديمير بوتين

أكد الكرملين اليوم الجمعة استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن موسكو تنتظر إشارات واضحة من واشنطن بشأن استئناف الحوار. جاء ذلك في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا.

صرّح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "الرئيس بوتين مستعد للحوار. ننتظر إشارات من الجانب الأمريكي"، مضيفًا أن النزاع الأوكراني "ليس رهينًا بأسعار النفط"، في إشارة إلى تصريحات سابقة لترامب حول استخدام أدوات اقتصادية لخفض النفط الروسي كوسيلة لإنهاء الصراع.

تصعيد جديد من ترامب تجاه روسيا

كان ترامب قد هدّد مؤخرًا بفرض عقوبات ورسوم جمركية صارمة على روسيا وحلفائها إذا لم تتحرك موسكو لإنهاء الصراع الأوكراني سريعًا. ووصف ترامب الحرب في أوكرانيا بأنها "سخيفة وغير مجدية"، مؤكدًا رغبته في إنهاء الأزمة بسرعة. وقال في منشور على منصته "تروث سوشال": "أي اتفاق لإنهاء الحرب سيكون في مصلحة الجميع، وسيساهم في استقرار الأسواق العالمية".

ورغم تلك التصريحات، أشار الكرملين إلى أن تهديدات ترامب لا تحمل جديدًا. وأوضح بيسكوف: "ما زلنا نركز على الحوار القائم على الاحترام المتبادل". كما انتقد تصريحات ترامب عن الحرب العالمية الثانية التي أخطأ فيها بشأن أعداد القتلى السوفييت.

رؤية موسكو وأوكرانيا

على الجانب الروسي، عبّر مسؤولون عن استيائهم من النهج الصارم الذي يتبناه ترامب، واصفين تصريحاته بـ"المهينة وغير الواقعية". بينما أكد محللون روس أن هذه التصريحات لن تدفع موسكو إلى تقديم تنازلات دون ضمانات واضحة.

في المقابل، رفضت كييف أي حديث عن هدنة أو اتفاق دون ضمانات قوية. وقال الدبلوماسي الأوكراني إيفان سيهيدا: "بوتين لا يفهم إلا لغة القوة. أي اتفاق دون محاسبة روسيا وضمانات أمنية سيكون بمثابة فرصة لموسكو لإعادة تنظيم قواتها".

تداعيات اقتصادية وسياسية

يشير خبراء إلى أن إنهاء الحرب سيكون له تأثير إيجابي كبير على الأسواق العالمية، خاصة في أوروبا التي تعاني من أزمات طاقة وتضخم متزايد. ويرى محللون أن عودة العلاقات التجارية بين الغرب وروسيا قد تخفف من الأعباء الاقتصادية.

مع ذلك، تبقى العقوبات وسيلة ضغط رئيسية تستخدمها واشنطن، لكن دون تقديم تفاصيل واضحة حول مسار المفاوضات المحتملة أو مدى استعداد الأطراف للامتثال لشروط متبادلة.

هل يمكن تحقيق انفراجة؟

يبدو أن مستقبل المحادثات يعتمد على تحقيق توازن بين الضغوط الاقتصادية والحاجة إلى حل سياسي شامل. وبينما يبدي بوتين استعداده للحوار، تواجه مقترحات ترامب معارضة داخلية وخارجية، ما يضع احتمالية التوصل لاتفاق سريع على المحك.

تم نسخ الرابط