العاشرة
رئيس التحرير
إسلام النحراوي

سوريا تطلق حملة أمنية واسعة في ريف اللاذقية وسط تصاعد الاحتجاجات الطائفية

تصاعد الإحتجاجات
تصاعد الإحتجاجات الطائفية في سوريا

 

أعلنت القيادة العسكرية في سوريا، السبت، إطلاق حملة أمنية شاملة في ريف اللاذقية، تستهدف ما وصفته بـ”فلول نظام الأسد”، في خطوة تأتي على خلفية تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين واندلاع احتجاجات طائفية في المنطقة. وأكدت القيادة التزامها بمحاسبة المسؤولين عن التجاوزات التي أثارت موجة من الغضب الشعبي في اللاذقية ومناطق أخرى.

ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية “سانا”، فإن الحملة تركز على مناطق جبلة والقرداحة، بالتزامن مع انسحاب قوات وزارتي الدفاع والداخلية من الساحل السوري. وفي الوقت ذاته، شددت إدارة الأمن العام على استمرار انتشار قواتها في مدينتي اللاذقية وطرطوس لضمان تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التوترات المتصاعدة.

احتجاجات الطائفة المرشدية

وفي تطور لافت، شهدت اللاذقية تنظيم احتجاجات حاشدة من أفراد الطائفة المرشدية أمام مقر قيادة الشرطة، اعتراضًا على ما وصفوه بـ”الاعتداءات الممنهجة” التي تعرض لها أبناء الطائفة في قرية مريمين بريف حمص. وتضمنت هذه الانتهاكات، بحسب تقارير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الاعتداء على الرموز الدينية والمقابر، بالإضافة إلى تصفية أربعة أشخاص.

وتوسعت الحملة الأمنية إلى مناطق في ريف حمص، حيث رُصدت اعتداءات جسدية واعتقالات في القرى المرشدية. وأثار ذلك موجة من الاحتجاجات الغاضبة في حمص وريف حماة، وهما مناطق تُعتبر معقلًا أساسيًا للطائفة.

تصاعد العمليات الانتقامية والطائفية

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، شهد العام الحالي زيادة ملحوظة في وتيرة العمليات الطائفية والانتقامية، حيث وثّق 83 عملية قتل منذ بداية عام 2025، أسفرت عن مقتل 166 شخصًا، بينهم 115 ضحية لصراعات طائفية.

التوترات مع المجموعات الكردية والقواعد الإيرانية

وفي سياق متصل، صرّح وزير الدفاع السوري بعدم استبعاد اللجوء إلى القوة العسكرية ضد المجموعات الكردية، في ظل استمرار التوترات بين الطرفين. كما أشار إلى أن مستقبل القواعد العسكرية الإيرانية في سوريا قد يشهد تغييرات كبيرة نتيجة التحولات السياسية الإقليمية الأخيرة.

تُظهر هذه التحركات العسكرية والأمنية استمرار تعقيد المشهد السوري، وسط تصاعد الأزمات الطائفية والاحتجاجات الشعبية، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على احتواء الأزمة وضمان الاستقرار في المرحلة المقبلة.

تم نسخ الرابط