إسرائيل تمضي نحو مفاوضات جديدة بشأن الأسرى وسط رسائل إيجابية من حماس
أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن موافقة إسرائيل على الشروع في مفاوضات للمرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بالتوازي مع تنفيذ المرحلة الأولى، بهدف إرساء عملية متكاملة تُفضي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين لدى حركة حماس.
وأفادت الهيئة، استنادًا إلى مصادر وصفتها بأنها "أجنبية"، أن قطر لعبت دور الوسيط في هذه الجهود، حيث قامت بنقل رسالة إيجابية من حماس إلى الجانب الإسرائيلي، وأشارت الرسالة إلى استعداد حماس للتعامل مع القضايا العالقة، بما في ذلك قائمة الرهائن والنقاط الخلافية بين الطرفين.
تحليلات الخبراء:
في حديثه مع وكالة "سبوتنيك"، قال الدكتور علي الهيل، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يسعى لتأجيل المفاوضات عبر المماطلة، على أمل تزامنها مع دخول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري.
وأوضح الهيل أن الرسائل القطرية المنقولة من حماس تضمنت تفاصيل حول عدد الأسرى ونقاط الخلاف بين الجانبين، مما يعكس فجوة واضحة بين ما تسعى إليه إسرائيل وما تطالب به حماس.
وأشار الهيل إلى أنه من غير المرجح أن توافق حماس على شروط أقل من انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، إضافة إلى إبرام صفقة تبادل أسرى عادلة وضمان عودة النازحين.
وأضاف أن هذه المرة تشهد توافقًا غير مسبوق بين حماس وعائلات الأسرى في إسرائيل، حيث يدعم الطرفان إنهاء القضية في مرحلة واحدة حتى لو تطلب الأمر تنازلات مكلفة.
معوقات وتحديات المفاوضات:
من جانبه، يرى الدكتور جمال الشلبي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الهاشمية، أن غموض المفاوضات الممتدة منذ أكثر من عام يعود إلى أن القوة الحقيقية في هذه العملية تكمن في يد الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي.
وعبّر الشلبي عن اعتقاده بأن المفاوضات الحالية قد تكون جزءًا من "تمييع سياسي أو عسكري" لتجميد الوضع على الأرض، مشيرًا إلى أن النتائج الملموسة اقتصرت حتى الآن على الاتفاقية الأولى التي تم التوصل إليها بعد الحرب، والتي لم تحقق سوى حلول جزئية.
واعتبر الشلبي أن الحديث عن تقدم ملموس قد يكون مجرد "فخ إعلامي" لكسب الوقت، بهدف تمكين إسرائيل من تحقيق أهدافها قبل إعادة فتح باب التفاوض مع الإدارة الأمريكية القادمة.
